أمريكا فى مرمى الإتهامات وروسيا تصطاد فى الماء العكر

0 8

خلال الآونة الأخيرة كشف تقرير «هيرش» الذي أعده الصحفي الأمريكي سيمور هيرش تورط الولايات المتحدة في تفجير خطوط أنابيب نورد ستريم شريان الغاز الروسي للقارة الأوروبية والحادث وقع في سبتمبر الماضي، ويمكن وصف خط نورد ستريم للقارة العجوز بمثابة الحبل السري الذي يربطها بروسيا حيث تعتمد الدول الأوروبية على الغاز الروسي بشكل كبير. ورغم الأعتماد الكبير أوروبا على الغاز الروسي فهو يمثل اهمية اقتصادية لروسيا ويوفر اموالاً طائلة لها من خلال ضخ الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم للدول الأوروبية.
و نفت الولايات المتحدة ما جاء في هذا التقرير، واصفة بأنه من نسيج خيال الكاتب وكاذب ومضلل، لكن سرعان ما استغلت موسكو هذا التقرير والاعتماد عليه انه موثق ١٠٠٪ ولايحتاج إلى النقاش أو المراجعة، وطالبت بسرعة التحقيق والتأكيد أن واشنطن من نفذت العملية التخريبية.
بايدن يضع واشنطن فى مأزق
واستند الصحفي الأمريكي سيمور هيرش في تقرير على العديد من المصادر إلى جانب كلمة تهديدية صرح بها الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بأسابيع، قال خلالها أنه لن يكون هناك خط نورد ستريم في حال شنت موسكو الهجوم على كييف.
تفجيرات خطوط أنابيب نورد ستريم هي سلسلة من ٤ تفجيرات استهدفت خط أنابيب نورد ستريم ١ و نورد ستريم ٢ أدى إلى تسريب كبير من الغاز في بحر البلطيق، كما تزامنت العملية التخريبية حينها مع افتتاح النرويج وبولندا خط أنابيب البلطيق، وهو مشروع يهدف نقل الغاز النرويجي من بحر الشمال إلى أوروبا عبر الدنمارك وكان من المقرر أن يحل محل خطوط أنابيب نورد ستريم.
الغاز الروسي شريان حياة أوروبا
ونورد ستريم هو أطول شبكة خط أنابيب تحت سطح البحر ويمر خط نورد ستريم عبر روسيا وفنلندا والسويد و الدنمارك وألمانيا.
وخلال الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في ٢٤ فبراير الماضي ولاتزال مشتعلة حتى وقتنا هذا، برز أهمية الغاز الروسي وخط نورد ستريم للقارة الأوروبية وتيقنوا أنه لايمكن وضع الغاز الروسي في معادلة الحرب المشتعلة بين موسكو وكييف، وأن المكابرة الأوروبية أن يمكن الاستغناء عن الغاز الروسي ليس أمر بالسهل وأن البدائل لن تكفى القارة المتعطشة للغاز الروسي والذي يضخ الحياة في قلب القارة العجوز.
الدب الروسي يكسر هيبة أوروبا
فالحرب الروسية الأوكرانية كشفت مدى اعتماد الدول الأوروبية على الغاز الروسي وتأثرها في حال أغلق هذا الشلال عنها، وهو ما حدث بالفعل بعد أن فرضت موسكو على عدة دول وصفتها بالغير صديقة بالدفع بالروبل الروسي مقابل الانتفاع بالغاز، كما لجأت إلى حجج واهية بأن هناك عطل في خط أنابيب أدى إلى وقف ضخ الغاز وهو ما حدث مع ألمانيا.
فتحتاج الدول الأوروبية إلى ١٠٠ مليار متر مكعب من الوقود النقي، تحصل منها أوروبا على ٤٠٪ عبر خط نورد ستريم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.