مثلت مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر، أشد المراحل في تاريخ علاقة القاهرة بدول الخليج العربي، قوة وصلابة، والتي استمدتها من التاريخ الطويل والعلاقات الممتدة.
ونظرًا لما تحمله علاقة مصر بأشقائها من خصوصية، وأبعادًا ثقافية وديموغرافية واقتصادية، بلغت ذورتها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد دفع ذلك بعض الأقلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى التجيوش لزعزعة تلك العلاقة التاريخية.
قوة ومتانة العلاقات التي تجمع مصر بأشقائها من دول الخليج، تدعمها لغة التوزان والبناء والإضافة، لا الهدم والفرقة، لذلك قطع الرئيس السيسي الطريق على المغرضين ومثيري الفتن، ممن كرسوا أنفسهم للوقيعة بين الأشقاء، وتميزت كلمة الرئيس بالمصداقية والشفافية والاعتراف بالفضل ورده لأصحابه.
في أكثر من مناسبة، يبرهن «السيسي» على العلاقات الراسخة مع الأشقاء، وكان آخرها في القمة العالمية للحكومات التي عقدت بدبي بالإمارات العربية المتحدة، والتي شارك فيها الرئيس السيسي كضيف شريف، يومي 13 و 14 من شهر فبراير الجاري، وقال: «لولا دعم الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت ما وقفت مصر مرة أخرى» معربا عن التقدير والاحترام لكل من ساهم ودعم أي دولة عربية.
يدرك الرئيس السيسي، ما تمثله مصر والأشقاء العرب، وما تلعبه من أدوارًا محورية في تاريخ المنطقة وتشكيل توازناتها، لذلك يأتي حرص الرئيس السيسي على التوازن وتعميق العلاقات بين الجانبين بشكل أكبر من أي وقت مضى، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة.
تعكس تصريحات الرئيس السيسي حول علاقة مصر بالأشقاء، وفقًا لطارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حرص مصر على استمرار تعميق الشراكة مع دول الخليج وفقا لقواعد المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، وتنمية وتطوير العلاقات لاسيما في ظل وجود قوى تتربص بتك العلاقة.
فيما أكد الدكتور أبو الفضل الإسناوى مدير تحرير مجلة السياسة الدولية، أن العلاقات المصرية الخليجية، علاقات قديمة وراسخة وذات ثقل استراتيجى، خاصة السعودية والإمارات، واللذين يعدان إلى جانب مصر، ركائز استقرار المنطقة العربية.
وأضاف، هناك تعاون وثيق بين مصر ودول الخليج فى مشروعات اقتصادية كثيرة تمت خلال الفترة الأخيرة، وهناك مواقف موحدة تجمع الأشقاء فى المواقف الدولية والإقليمية خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية وهناك تقارب فى وجهات النظر.
- Comments
- Facebook Comments