أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد خسارته في الانتخابات المحلية، إنه سيحترم إرادة الشعب التركي، ويأتي ذلك بعد أن حقق حزب المعارضة في تركيا انتصارا في الانتخابات البلدية بفوزه بمدينتي إسطنبول وأنقرة الرئيسيتين.
وقال أردوغان في تصريحات له من داخل مقر حزبه الحاكم، العدالة والتنمية : «للأسف لم نحصل على النتائج المرجوة والمأمولة في اختبار الانتخابات المحلية»، مضيفاً «سنناقش أسباب هذا التراجع على المستوى المحلي. وأينما خسرنا أو تراجعنا، سنحدد الأسباب بشكل جيد وسنقوم بالتدخلات المناسبة».
وتابع أردوغان قائلاً أنه:» بصرف النظر عن النتائج الفائز في هذه الانتخابات بشكل رئيسي هي ديمقراطيتنا، وإرادة الشعب، وجميع الـ85 مليون مواطن، بصرف النظر عن آرائهم السياسية».
وتم انتخاب أردوغان رئيسًا للوزراء في عام 2003 عندما كان رئيس الوزراء الشخصية المهيمنة في السياسة التركية.
ثم أدى التغيير الدستوري في عام 2017 إلى تحويل تركيا من النظام البرلماني إلى نظام رئاسي تنفيذي، مما أدى إلى إلغاء منصب رئيس الوزراء وضمان بقاء قبضة أردوغان على السلطة دون تغيير.
وأدى المزيد من النجاحات الانتخابية في عام 2018 والعام الماضي إلى تمديد حكم أردوغان المثير للجدل في كثير من الأحيان إلى عقد ثالث.
وكانت الأحزاب الرئيسية المتنافسة هي حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، وحزب الحركة القومية، وحزب الخير، وحزب الشعوب الديمقراطي .
وتأتي الانتخابات الأخيرة في خضم أزمة اقتصادية شهدت ارتفاع معدل التضخم إلى 67.1 بالمئة وانهيار العملة التركية مقابل الدولار.. كما أثارت تساؤل حول سبب خسارة حزب أردوغان في الانتخابات المحلية
وبشأن الأسباب الرئيسية حول فشل حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية والتي شهدت منافسة شرسة بين الأحزاب واعتراف واضح وصريح من أردوغان بشأن فشله في هذه الانتخابات.
أسباب فشل حزب تركيا في الانتخابات المحلية
فقبل أقل من عام، تمكن الرئيس التركي وحزبه من الفوز بالانتخابات الرئاسية رغم سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم الرضا الشعبي عن استجابة الحكومة التركية للزلزال الذي وقع في فبراير الماضي والذي أودى بحياة الآلاف القتلى والجرحى كما تسبب في أضرار وخسائر مادية جسيمة.
وفي اسطنبول، فاز رئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو على مرشح حزب أردوغان. كما فاز حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه إمام أوغلو فوزاً كاسحاً على مرشحي العدالة والتنمية في المدن الكبرى الأخرى، و فاز الحزب المعارض بأغلبية ساحقة في العاصمة أنقرة، وحقق انتصاراً سهلاً في إزمير. كما أن حزب الشعب الجمهوري تمكن من تحقيق بعض الانتصارات في البلدات والقرى المحافظة التي تعتبر معاقل لأنصار أردوغان في الأناضول ومنطقة البحر الأسود».
ورغم إحكام أردوغان وحزبه قبضتهم على مفاصل الدولة ومؤسساتها على مدار أكثر من عشرين سنة، لا يزال من المبكر اعتبار هذه النتائج تحولاً جذرياً في المشهد السياسي في تركيا.
فوز المعارضة في الانتخابات المحلية التركية
و فوز المعارضة يدعو للتفاؤل على نطاق واسع بين الناخبين العلمانيين والليبراليين في تركيا. فوسط ارتفاع التضخم إلى 70 % واستياء الناخبين من معدلات الفائدة المرتفعة جداً، واللعب على وتر الهوية الإسلامية للبلاد فيما يتعلق بقضايا مثل حقوق مجتمع الميم قد لا تكون الأساليب السياسية المناسبة للمرحلة المقبلة بعد أن استغلها نظام أردوغان لسنوات طويلة في إدارة المشهد السياسي.
كما أنه أحد الأسباب وراء هزيمة العدالة والتنمية في انتخابات المحليات التركية، برنامج التقشف الذي بدأ أردوغان في تطبيقه فور إعادة انتخابه رئيساً للبلاد، الذي رغم نجاحه في استرضاء أسواق الغرب، أغضب الكثيرين من مجتمع الناخبين المؤيدين لأردوغان.
كما تجعل الشخصية الكاريزمية المميزة لإمام أوغلوا، الذي فاز بالانتخابات المحلية في أنقرة على حساب مرشح العدالة والتنمية، من الرجل زعيماً للمعارضة ومنافساً يتمتع بقدر أكبر من القوة للرئيس التركي في الفترة المقبلة مقارنة بمن أفرزتهم المعارضة من قادة في الفترة الأخيرة.