جهود الدولة للحد من انتشار الأمراض النفسية والإدمان

0 4

تتزايد أعداد المرضى النفسيين في الأجيال الجديدة مقارنة بالأجيال الكبيرة نوعًا ما، نظرًا لما نمر به حاليًا من ظروف حياة صعبة، وأزمات اقتصادية، وثورات وحروب، فالانفتاح الكبير الذي شهده المجتمع أثر بشكل كبير على الصحة النفسية للمواطن المصري.
وقديمًا كان ينظر للمرض النفسي على إنه وصمة عار، ولكن الأمر لم يعد كذلك الآن، وذلك بفضل التوعية النفسية، وجهود الدولة المستمرة للحد من تزايد الأعداد، إيمانًا منها بأن الشباب هم ثروة البلد القومية وحاضرها ومستقبلها.
وأوضحت الدراسات أن الأمراض النفسية والإدمان من أكثر المشكلات الصحية التي تؤثر على جودة حياة الأفراد، والمجتمعات في مصر، وأن
هناك علاقة وثيقة بينهم، حيث يُزيد كل منهما من خطر الإصابة بالآخر.
ومن أهم جهود الدولة للحد من مرضى الإدمان، هو إنشاء صندوق مكافحة الإدمان، حيث له فروع في معظم محافظات الجمهورية.
ولا ننسى انتشار المراكز والمستشفيات ووحدات الصحة النفسية المنتشرة على مستوى الجمهورية لتقديم الخدمات والاستشارات النفسية، بالإضافة لتفعيل دور الأخصائي النفسي بالمدارس ليكون حلقة الوصل بين المدرسة وعيادات التأمين الصحي للمساهمة في الكشف المبكر عن الانحراف النفسي للأطفال.
واستكمالًا لجهود الدولة المستمرة في الحفاظ على سلامة مواطنيها النفسية والحد من انتشار الإدمان، فكان هناك مقترح هام بشأن إنشاء مستشفى متخصص في الصحة النفسية وعلاج الإدمان في كل محافظة للضمان توفير الخدمة الطبية لكل محتاج بسهولة ويسر.
وقالت النائبة إيرين سعيد، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إنه أصبح لزامًا علينا الاهتمام بالمرض النفسي ومكافحة الإدمان، لاسيما لما شهده المجتمع المصري من تغييرات وانفتاح أثر بشكل كبير على الصحة النفسية للمواطن المصري.
وأشارت عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، في تصريحات خاصة لجيل الغد، إلى أن الدولة المصرية أدركت التأثر السلبي للصحة النفسية للمواطنين، وقامت بإنشاء صندوق مكافحة الإدمان والذي له فروع في معظم محافظات الجمهورية.
وتابعت:» شرط العلاج تبعًا لصندوق مكافحة الإدمان، هو ذهاب المريض طواعية ورغبة منه، مؤكدة أن مريض الإمان في الدرجات القصوي يكون للأسف فاقدًا للإرادة مما يجعل الأمر أصعب».
وأوضحت سعيد، أنها طالبت وزارة الصحة بعمل بروتوكول تعاون مع وزارة التعليم لتفعيل دور الأخصائي النفسي بالمدارس ليكون حلقة الوصل بين المدرسة وعيادات التأمين الصحي للمساهمة في الكشف المبكر عن الانحراف النفسي للأطفال.
أما عن البالغين، فقد أضافت عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن وجود مستشفى متخصص بكل محافظة يساهم بشكل كبير في تقديم الخدمة الطبية، كما يساهم في رفع الوعي في كل محافظة علي حدى.
وطالبت سعيد، التأمين الصحي الشامل في المحافظات التي تم تفعيله فيها، بالاهتمام بهذا الجانب النفسي، حيث أن المرض النفسي لا يقل أهمية عن المرض العضوي.
وعلقت النائبة سارة النحاس، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، بإن الأمراض النفسية والإدمان من أكثر المشكلات الصحية التي تؤثر على جودة حياة الأفراد والمجتمعات في مصر.
وأوضحت في تصريحات خاصة لجيل الغد، أنه وفقًا للمنظمة العالمية للصحة، يعاني ما يقرب من 17% من المصريين من اضطراب نفسي في مرحلة ما من حياتهم، ويواجه 40% منهم صعوبات في الحصول على الخدمات الصحية المناسبة.
وتابعت:» معدل انتشار الإدمان في مصر يقدر بنحو 10%، وهو أعلى من المتوسط العالمي، وتشير الدراسات إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الأمراض النفسية والإدمان، حيث يزيد كل منهما من خطر الإصابة بالآخر».
وأشارت عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إلى أنه في ظل هذه الحالة المقلقة والضغوط النفسية التي يتعرض لها الشعب المصري من الغلاء والحروب النفسية ومنها تصدير الإحباط عبر الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، تبرز أهمية إنشاء مستشفى متخصص لعلاج الأمراض النفسية وعلاج الإدمان بكل محافظة في مصر.
وأكدت:» المستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض النفسية وعلاج الإدمان، ستساهم في توفير خدمات صحية شاملة ومتكاملة للمرضى، تشمل التوعية والتشخيص، والعلاج والتأهيل والوقاية، كما ستساعد في رفع مستوى الوعي بالأمراض النفسية والإدمان وكسر الوصمة المرتبطة بهما».
واستكملت:» كما ستعزز من قدرة المجتمع على التعامل مع هذه المشكلات بطريقة إنسانية وعلمية، وستخلق فرص عمل جديدة للأطباء والممرضين والأخصائيين في هذا المجال، مؤكدة أن إنشاء مستشفى متخصص لعلاج الأمراض النفسية وعلاج الإدمان بكل محافظة على مستوى الجمهورية لهو استثمار ضروري في صحة وخير شعب مصر».
ولتحقيق هذا الهدف، طالبت عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، الحكومة باتخاذ خطوات عاجلة لإنشاء مثل هذه المستشفيات بالتعاون مع القطاع الخاص والجهات المانحة، كما يجب أن تضع خططًا استراتيجية لتطوير هذه المستشفيات وضمان جودتها وكفاءتها، متابعة:» ويجب أن تشجع المبادرات المجتمعية التي تساند المرضى وأسرهم وتحسن من ظروفهم».
كما أكدت النائبة ليلى أبو إسماعيل، عضو مجلس النواب، ضرورة أن يتم إنشاء مستشفى متخصص في الصحة النفسية وعلاج الإدمان في كل محافظة على مستوى الجمهورية، موضحة أن أهمية مثل هذه المستشفيات ترجع لتزايد إقبال المسنين والشباب على إدمان المخدرات لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية والبطالة.
وأشارت أبو إسماعيل، في تصريحات خاصة لجيل الغد، إلى أنه تم المطالبة بعمل مراكز ووحدات لعلاج الشباب من الإدمان، مشيرة إلى أنه تم تدريب خريجي الشباب من أجل العمل في الوحدات الصحية لضمان حل مشاكل الشباب والتأكيد على سلامة صحتهم النفسية.
وتابعت:» الدولة تعي جيدًا خطورة الإدمان، حيث أنه يدمر الثروة القومية للبلد، مشيرة إلى أن هناك نقص في غرف استقبال مرضى الإدمان بالإضافة إلى ارتفاع التكلفة وهو ما يشكل عائقًا».
وأوضحت عضو مجلس النواب، أنه بمجرد توافر قطعة أرض يمكن بناء مستشفى عليها لعلاج الإدمان يتم الإسراع في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، مشيدة بافتتاح وحدات الصحة النفسية بوحدات الصحة الأولية، ومن المؤكد أنه سيتم زيادة التوسع لعلاج أكبر عدد من مرضى الإدمان.

Leave A Reply

Your email address will not be published.