أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أن الغواصة أوهايو الأميركية وصلت إلى الشرق الأوسط لتنضم هذه الغواصة إلى حاملتي الطائرات «آيزنهاور» و»جيرالد فورد» ومجموعة السفن الحربية التابعة لهما والتي سبق أن نشرهما الجيش الأميركي في المنطقة مع احتدام الحرب فى غزة وتأكيداً من الإدارة الأميركية على دعمها الكامل لإسرائيل وتمرير لها المساعدات العسكرية لمواصلة العملية العسكرية فى القطاع المحاصر، رغم أنها تؤكد فى ذات الوقت إنها تعمل على تفادى توسيع رقعة الحرب فى المنطقة وضمان عدم تحقيق ذلك مع الشركاء الإقليمين والدوليين لضمان سلام واستقرار المنطقة والعالم.
والغواصة أوهايو تعد أقوي الغواصات فى العالم إذ بحسب تقارير عسكرية فإن الغواصة أوهايو قادرة على محو 24 مدينة من خريطة العالم فى أقل من دقيقة، وتم تأسيس غواصة من هذه الفئة بين عامي 1976 و 1997.
ووفق موقع Military watch فإن هذه الغواصة تحمل صواريخ موجهة تعمل بالطاقة النووية، وصممت فى البداية لتكون غواصة صواريخ باليستية إلا أنها حولت لاحقا لتصبح غواصة صواريخ كروز.
وذكرت صحيفة Times of Israel إن اعتراف الولايات المتحدة بموقع غواصة «أوهايو» يعد نادرا للغاية لأنها تمثل جزءا مما يسمى «الثالوث النووي» الأمريكي للأسلحة الذرية، والذي يتضمن أيضا صواريخ باليستية أرضية وقنابل نووية على متن قاذفات استراتيجية.
ويشير مصطلح الثالوث النووي إلى طرق إطلاق الأسلحة النووية من الخزينة النووية الاستراتيجية والتي تتألف من ثلاث مكونات، قاذفة قنابل استراتيجية، صاروخ باليستي عابر للقارات، صواريخ بالستية تطلق من الغواصات.
وبحسب شبكة CNN الأميركية فإن هذه الصواريخ قادرة على حمل 154 صاروخاً توماهاك موجها» كل صاروخ قادر على حمل رأس شديد الأنفجار ووزنه 1000 باوند» ويعني انها قادرة على حمل 50% أكثر من سفن الصواريخ الموجة ونحو 4 أضعاف ما يمكن لأحدث غواصة أميركية حمله.
وصممت «أوهايو» للعمليات السرية والقتال تحت الماء، ولديها القدرة على البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 3 أشهر، بالإضافة إلى القدرة على الحفاظ على سرعات إبحار تبلغ عشرين عقدة (ثلاثة وعشرون ميلاً فى الساعة) مع إنتاج ضوضاء قليلة جداً، ووصفت هذه الغواصة بأنها شبح البحار.
ومع تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة، ارتفعت أصوات اليمين المتطرف الداخل الإسرائيلي بين من يدعو إلى قصف غزة بالقنبلة النووية وهوتصريح لم يثير غضب واستنكار فى الخارج فحسب بينما فى الداخل الإسرائيلي نفسه التى وصفت هذا التصريح الصادر من وزير التراث الإسرائيلي بأنه «أحمق ومجنون» وإلى جانب دعوة الوزير المتطرف عميحاي إلياهو، خرج وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ليظهر الوجه القبيح من حكومة بنيامين نتنياهو ويدعو إلى إنشاء منطقة عازلة فى الضفة الغربية لمنع دخول العرب بهدف الدفاع عن النفس، وهي رؤية لم تختلف عن السياسة التى تنتهجها إدارة نتنياهو فى حربها على غزة والتى حظيت بمباركة غربية ودعم علني للعملية العسكرية الإسرائيلية فى القطاع بأسم محاربة «الإرهاب» وحق إسرائيل للدفاع عن النفس، في مقابل هذا الدعم الغربي وعرقلة وإفشال قرارات مجلس الأمن لوقف إطلاق النار فى غزة ووقف نزيف الدم وإنهاء الكارثة الإنسانية، تطالب فى ذات الوقت بعدم قتل المدنيين فى غزة وهو مطلب ضربت به إسرائيل بعرض الحائط فأغلب الذين قتلوا فى هذه الحرب هم مدنيين وأطفال إلى جانب تدمير كامل للقطاع وتحويله إلى مقبرة وسجن محاصر فيه 2 مليون فلسطيني.
وتعقيباً على الحرب فى غزة وإرسال واشنطن أقوى غواصة نووية فى العالم إلى الشرق المتوسط يقول دكتور سمير غطاس رئيس منتدي الشرق الأوسط للدراسات الأستراتيجية فى تصريحات خاصة لـ «جيل الغد» :»أن سبب إرسال الولايات المتحدة الغواصة النووية «أوهايو» إلى منطقة الشرق الأوسط هو لدعم إسرائيل فإلى جانب هذه الغواصة هناك الحاملة «آيزنهاور» و55 قطعة بحرية فى منطقة الشرق الأوسط ..وبالتالي وجود هذه الحاملات تحسباً من جانب أمريكا لاتساع دائرة الحرب فى المنطقة ودخول قوى إقليمية فى هذا الصراع كأيران لردعها».
وحول تصريحات وزير التراث الإسرائيلي الذي دعا فيه ضرب قطاع غزة بالنووي قال دكتور غطاس أن:» هذا عملياً لا يمكن أن يحدث وإسرائيل أول من ستتأثر بهذا الهجوم النووي».
وبشأن تهديدات حكومة نتنياهو وتأكيدها على تحقيق هدف القضاء على حركة حماس قال رئيس منتدي الشرق الأوسط فى تصريحات خاصة لـ «جيل الغد» أن:» إسرائيل قادرة على تحقيق ذلك وبإمكانها القضاء على حركة حماس».
- Comments
- Facebook Comments