بعدما كانت تلوح حكومة نتنياهو باقتحام رفح الفلسطينية، أصبح ذلك واقعًا في صبحية منتصف ليل الثلاثاء الماضي الموافق 7 مايو 2024، والذي مثل انتهاكًا صريحًا ورسميًا لمعاهدة السلام الموقعة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، بعدما أقدمت دبابات الاحتلال على الاستعراض بالقرب من محور صلاح الدين «فلاديلفيا» «الشريط الحدودي» بين مصر وقطاع غزة، والذي يحظر على الجانب الإسرائيلي التواجد فيه وفقًا للاتفاقية الموقعة.
تهور حكومة نتنياهو، جعل دبابات جيش الاحتلال ـ الذي سيطر على رفح الفلسطينية ـ تتقدم في رفح بريًا، لكن كان ذلك من الجانب الفلسطيني الذي تم رفع علم الاحتلال عليه.
أصوات بارزة تطالب بإلقاء اتفاقية السلام
اتفاقية السلام التي أصبحت عُرضة للتهديد المباشر، منذ السابع من أكتوبر الماضي، باتت اليوم على المحك، وأصبحت هناك أصوات مصرية بارزة، تطالب بإلغاءها أو تجميدها على أقل تقدير، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية الخارقة.
هذا التواجد الإسرائيلي في محور فلاديلفيا، يعد خرقًا رسميا للبروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية كامب ديفيد، الموقعة بين مصر وإسرائيل، والتي أن كل انتشار أو تحرك لوحدات عسكرية في تلك المنطقة يكون محدودًا، ويجب أن يحصل على موافقة الطرف المقابل المسبقة.
ومحو صلاح الدين أو «فلاديلفيا» هو ذلك الشريط الممتد على الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويقع ضمن المنطقة «د» العازلة بموجب اتفاقية السلام، ويمتد المحور من البحر المتوسط شمالا إلى معبر كرم أبو سالم جنوبا، بطول نحو 14 كيلومترا..
خبير عسكري يصف ما يحدث في رفح بالتهديد غير المباشر لأمن مصر
وبينما اقتحمت إسرائيل رفح بريًا وسيطرت عليه من الجانب الفلسطيني، يرى الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج، أن ذلك يعطي الحق لمصر في طلب تجميد معاهدة السلام الموقعة مع الاحتلال الإسرائييل، في ظل ما تمثله من تهديد غير مباشر على أمنها القومي وحدودها مع قطاع غزة وسيطرة الجانب الإسرائيلي عليه.
وأمام هذ التهديد الخطير الذي يقوم به جيش الاحتلال في رفح الفلسطينية، يؤكد الخبير العسكري لـ الشرق الأوسط، أن مصر قادرة على حماية أمنها القومي وفرض سيادتها على كامل أرضها، مشيرًا إلى أن المخاطر التي تحدق بمصر يستطيع الجيش المصري بما يمتلكه من قوة غاشمة أن يحمي أرضه وحدوده من أي تهديد.
وندد الخبير العسكري بالانتهاكات الإسرائيلية في رفح، والتي يراها نابعة من رغبة لدى الحكومة الإسرائيلية في الضغط على حماس، وذلك لإملاء شروطها في المفاوضات التي تجري بوساطة مصرية – قطرية – أمريكية.
فيما يصف اللواء هشام حلبي الخبير العسكري، أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم فقط بعملية عسكر في رفح للضغط على حماس، ولا يمكن تصنيفه على أنه اقتحام بري كامل.
إسرائيل تخترق المادة الثالثة من اتفاقية السلام
وحول تهديد ذلك لاتفاقية السلام الموقعة مع مصر، قال «حلبي» لـ الشرق الأوسط، إن اقتحام رفح بالكامل سيكون بمثابة خرق رسمي لاتفاقية السلام، وذلك وفقًا لنص المادة الثالثة من الاتفاقية.
وتنص المادة الثالثة من اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل على أنه يتعهد كل طرف بأن يكفل عدم صدور فعل من أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية أو أفعال العنف أو التهديد بها من داخل أراضيه أو بواسطة قوات خاضعة لسيطرته أو مرابطة على أراضيه، ضد السكان أو المواطنين أو الممتلكات الخاصة بالطرف الآخر.
فيما صرح اللواء أحمد العوضي، رئيس لحنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بأن اقتاح رفح يخل باتفاقية السلام، مشيرًا إلى تحذير مصر لإسرائيل من مواصلة خروقاتها للقوانين والاتفاقيات الدولية.
واستند رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي إلى نص المادة الثالثة من اتفاقية السلام، لتوصيف ما تقوم به إسرائيل بأنه تهديد غير مباشر، مؤكدًا أن مصر لن تسمح بتهديد امن القومي بأي شكل من الأشكال.